رؤية لرواية تلات ورقات بقلم منال الشربيني
تنتصر الرواية هنا على المادة الرمادية معلنة هزيمة مؤكدة وهي توقف الزمان وتبعثرالمكان وتتجلى الزمكنة في موضع التعالي عن قدرة العقل على تفكيك أطوار الرواية التي تؤسس لوصف دقيق وهي ترسم جغرافية بأدق التفاصيل وهي ترهقني في وصف محكم لمكان خلق للتأمل والتقدير والتدبر في رحلة الإنسان وطبيعة تفكيره وكيف ينظم أزلية الزمن في حياته وكيف ينظر للآخر المشبع بأساليب فرض رؤيته عليه وهو يؤرخ لكل لحظات واطوار عمره بزمكنة يبدوا انها ملزمة له فالمكان يغرس فيه أبجدية الكلمات التي تسقل عقله وطريقة تعبيره وكان الرسائل أزلية لا تعرف التجديد إن طرح الروائية يملي على المتلقى راسبا معرفيا انثروبولجيا من ناحية وهو يبحث أنطولوجيا وفي نفس الوقت مبحثا معرفيا أي ابستمولوجي إلى أبعد الحدود وهي تتناول في أحداثها مفهوم الإنسان وكيف يفكر وكيف تستمر حياته الوجودية والجانب الآخر وهو الأهم عند الروائية وهو الجانب البسكولوجي وهي تصور تلك الجلسة بنشوة المعرفة والغوص في جوهر الذات الإنسانية وهي تمارس دور الطبيبة النفسية في فهم مقومات النفس بانواتها وهي تروي قصصهن كأنك أمام طبيب نفسي يمارس كل الطرق من بسيكودراما. إلى روائز رورشاخ وأساليب التنويم الإرادي لإرشاد النسوة إلى متاهات البوح لغاية معرفية وهي تمد العقل بسيل من المعرفة البسكولوجية من خلال ما تمارسه من أساليب لإرغام النسوة على البوح وهي في مكان يصلح أن يكون عيادة من عيادات سجموند فرويد الطبيعة والهدوء الذي ينتش البذور التحليلية الواعدة بثمار جليلة لإدراك الذات البشرية واستنطاق مواطن المعرفة بمتتالية هندسية تسرع عملية الإبداع بلغة سلسة تبدو كأنها مصباح داخل متاهات تحسن الروائية تكوينها ..
بقلمي : البشير سلطاني 🇩🇿
0 تعليقات