مقالات وتحليلات ומאמרים אנליטייםسعيد ابراهيم السعيد
الجمعة 2024/9/6
مقال بـ صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية
للكاتب: آفي شيلون
يقول فيه
" اتركوا محور فيلادلفيا، هذه هي مصلحة إسرائيل الحقيقية"
خطاب نتنياهو، وبعده خطابا غانتس وأيزنكوت، يمكن اعتبارها تطوراً إيجابياً في الخطاب العام؛ أخيراً، عرض زعماء المعسكرَين مواقفهم بوضوح حيال استمرار الحرب، وفي إمكان الجمهور مناقشة الخلاف.
قال رئيس الحكومة كلاماً واضحاً: علينا السيطرة على محور فيلادلفيا لمنع تهريب السلاح، حتى لو كان الثمن إهمال تحقيق الأمن لعشرات الآلاف من سكان الشمال الذين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم في الشمال، والتخلي عن حياة المخطوفين الذين لا يمكن تحريرهم من دون صفقة؛ وحياة جنودنا الذين يُقتلون في الحرب المستمرة، والتي لم تعد أهدافها واضحة (وقريباً، سنشعر بثمنها الاقتصادي).
لم ينتبه نتنياهو إلى أن اقتراحه هو في الواقع عودة إلى سياسة ما قبل 7 أكتوبر: إغلاق أبواب غزة، وأن نكون مسؤولين عنها، بدلاً من الانفصال عن غزة تماماً، والبحث عن حلّ سياسي لها، يمكن أن يشمل السلطة الفلسطينية ودولاً عربية معتدلة، من دون "حماس".
من جهة أُخرى، أوضح غانتس وأيزنكوت أنه من دون تسوية بشأن محور فيلادلفيا، لن يعود المخطوفون، وإقامة حاجز هناك تحت الأرض أفضل من وضع جنود في مواقع فوق الأرض، سيكونون هدفاً للهجمات.
بالنسبة إليّ، لا شك في أنه من الأفضل في الظروف الحالية، بينما "حماس" توشك على الانهيار وغزة مدمرة، التنازل عن محور فيلادلفيا، والتوصل إلى صفقة تعيد المخطوفين، وتؤدي إلى التهدئة في الشمال، وتسمح بعودة سكانه.
لكن يغيب عن النقاش العام موقف لا يعرفه الجمهور، وهو موقف حاسم جداً: متى تنوي إسرائيل وقف الحرب، التي كانت مبررة وأدت إلى تفكيك "حماس"، لكن الضرر الناتج من استمرارها أكبر من الفوائد؟
حتى إذا تراجع نتنياهو في نهاية الأمر، وتنازل عن محور فيلادلفيا، فسنذهب نحو صفقة على مراحل، سنعيد من خلالها قسماً من المخطوفين، ومن المعقول بروز مزيد من الخلافات في كل مرحلة من مراحلها، وسنسمع عن مقتل مزيد من المخطوفين، وسيظل الشمال مشتعلاً شهوراً أُخرى، من هنا، المطلوب موقف أكثر جرأةً من الصفقة.
الحقيقة البسيطة هي أن ما يجب أن يطرحه معارضو سياسة نتنياهو، التي تريد الاستمرار في الحرب، هو المطالبة بصفقة واحدة شاملة، في إطارها، تعيد "حماس" كل المخطوفين، ولا تعود إلى السلطة، وفي المقابل، توقف إسرائيل الحرب، هذه هي المصلحة الإسرائيلية الجوهرية.
بهذه الطريقة فقط، يمكننا التفرغ لإيجاد تسوية في الشمال، وترميم المجتمع، واستكمال مفاوضات السلام مع السعودية التي في إطارها، يمكن أن تساهم دول عربية أُخرى في التوصل إلى نظام جديد للحكم في غزة، وإجراء الإصلاحات في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، قبل التفاوض معها.
هذه هي الوصفة الوحيدة الذي ستتيح لإسرائيل الاستعداد لخوض معركة حقيقية ضد حزب الله وإيران في المستقبل، والمحافظة على وجودها هنا، مع الأمل بالتوصل إلى تسوية مستقبلاً.
في هذا السياق، نتنياهو على حق، إن محور فيلادلفيا على صلة بمحور "الشر".
لكن مَن يعتبر أن الاستراتيجيا الإسرائيلية في المواجهة مع محور "الشر" هي من خلال السيطرة على محور فيلادلفيا، هو في الحقيقة لا يطرح مواجهة حقيقية مع إيران وحزب الله، بل يدافع عن نفسه، ويتحصن بحلّ عسكري محلي فقط.
مَن يخطط لمواجهة جدية وحكيمة مع محور "الشر"، يجب أن يفهم أن محور فيلادلفيا هو ورقة واحدة، ونستطيع في مقابله بناء حلف استراتيجي مع السعودية ودول عربية معتدلة، إلى جانب الولايات المتحدة، ضد محور "الشر".
في موازاة ذلك، يتعين على زعامة إسرائيلية شجاعة أن تخبر الجمهور أنه إلى جانب إعداد الجيش، فإن الحل الذي يمكن أن يحقق الأمن الحقيقي هو تسوية سياسية مع الفلسطينيين. ومنذ الآن تحديداً، يجب على إسرائيل استغلال نتائج الحرب التي أضعفت "حماس"... من أجل وضع البنية التحتية للمفاوضات بشأن التعايش هنا. وفي المدى البعيد، هذه هي الوصفة الوحيدة للنصر المطلق.
بناءً على ذلك، حتى لو كان من الجيد وجود نقاش عام بشأن الصفقة وتفاصيلها، يجب علينا أن نتذكر أن هذا النقاش يفتقر إلى المسألة الأكبر: يجب أن تنتهي الحرب في غزة، ومن الأفضل أن تنتهي من خلال صفقة شاملة واحدة، لأن المصلحة الإسرائيلية تكمن هنا.
انتهى المقال،
*تعقيب
من خلال الأخبار المتداولة في الـ 48 ساعة الماضية في اسرائيل، يمكن استنتاج عدة نقاط تعبر عن الرأي العام الإسرائيلي وتوجهات القلق والجدل السياسي:
1. فقدان الثقة في القيادة:
تشير التقارير إلى أن وزير الدفاع، غالانت، يعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو فقد القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، مما يعكس قلقًا من عدم استقرار القيادة في مواجهة التحديات الأمنية.
2. التصعيد على الحدود:
زيارة رئيس أركان الجيش المصري إلى الحدود مع غزة تشير إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مما يعكس قلقًا أمنيًا متزايدًا في إسرائيل حول التطورات المحتملة.
3. الخلافات حول المفاوضات:
المعلومات حول عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات استراتيجية في المفاوضات تدل على وجود انقسام داخلي، مما قد يؤثر على موقف الحكومة في التعامل مع الأزمات.
4. تصريحات عائلية مثيرة للجدل:
تصريح سارة نتنياهو بأن زوجها سيبقى في الحكم لعشر سنوات أخرى يثير تساؤلات حول استقرار الحكومة وولائها.
5. تحذيرات من الجيش:
التعليمات للسكان في المستوطنات بتقليل الحركة وتجنب التجمعات تشير إلى حالة من التأهب والقلق من هجمات محتملة، مما يعكس حالة من عدم اليقين والخوف من التصعيد العسكري.
بشكل عام، تعكس الأخبار ومقالات الكتاب اليهود توترًا متزايدًا في الرأي العام الإسرائيلي تجاه القيادة والسياسات الأمنية، مما يؤدي إلى قلق عام حول المستقبل.
مع جريدة ديلي جراف نيوز عربيه أنت في قلب الحدث.
#حفظ_الله_مصر
0 تعليقات