وجوه
بقلمي منى حسن
مصر
( أمن)
وعلى قارعة الطريق ..مر رجل مسن ممسكا بيد حفيده..نزولا على رغبة الصغير في شراء بعض الحلوى..وأخذ الجد يداعب صغيره سائلا إياه تفتكر مين فينا ممسك بيد الآخر ..فنظر إليه الصغير نظرة باسمة وقال انت ياجدو ممسكا بي خوفا من السيارات المسرعة..فبادره الجد بتلطف. وانت ياصغيري ممسكا بي خوفا مما مر بي من سنوات مسرعة.
( الأمان)
بحثت عن الأمان بين قلوب البشر فلم أجده.. حدثت الطيور أين تخبئي بيضاتك بأمان قالت بين الأغصان.. أما الصدفات كانت بمأمن على الشطآن... بحثت
وبحثت حتى وجدته يرتدي رداء الوحوش ولكن قلبه كالغزلان.. ألقيت بنفسي بين زراعيه وتشبثت بحوافره.. سمعت نبض قلبه.. كيف كان دافئ هكذا.. أخذتني غفوة.. إستفقت بعدها لأجدني وحدي على سريري وبين فراشي ... ليته كان حقيقة وكانت قلوب الوحوش حريرية نابضة بالعطف والحنان
( خيال)
عندما تقرأ تحملق بأفكارك الجديدة لتصل لعنان السماء لايصل بينك وبين الواقع غير خيط رفيع بين عقلك وكتابك.. فالكتاب ليس ورق وحبر.. بل هو روح وعالم يصلك إلى حيوات عالم قبلك وعالم بعدك ناهيك عما يبثه لك عن الواقع الذي تعيش فيه.. القراءة حياة ونبتة الإبداع وبث مباشر للفكر. وحلم وخيال.
( اكتب)
قال لي اكتبي أي شئ خطر على بالك.. فكرت من أين أبدأ.. من الطفولة وقد بعدت عني كثيرا ومر بها مامر.. أم شبابي الذي انقضى مذاكرة وانتقال من مرحلة لأخرى ومن عمل لأخر حتى الزواج والأولاد والمسئوليات.. أم أكتب عندما وصلت لسن النضج و المفروض يكون به شئ من الأريحيه بعد تخفيف أحمال الأبناء ولكني فوجئت بأحمال عائلية أكبر من مذاكرة الأولاد وتمارينهم وإعطائهم الدواء مساءا اذ حملت على عاتقي مسئولية شيخوخة أبي وأمي وكم كانت مؤلمةومدمرة للأمل في أي شئ إيجابي.
( ألم)
نعم أبدأ من هنا عندما قضيت حوالي عشر سنوات عجاف أخرج من مصيبتي المرض والموت لأدخل فيهما مرة أخرى ثم تعود الأشياء كما كانت بعد رحيل الأحبة ولكن عادت بقلب مكسور وذكريات مؤلمة.. توقفت هنيه كي أستعيد ذاكرتي من أنا؟ .. كيف بدأت وإلى أي شئ انتهيت تذكرت هوايتي المفضلة أو هي ذكرتني بنفسها فلازلت أتذكر كم كنت شغوفة بالكتابة منذ الصغر وكم أضعت أموالا على كتب رصيف جامعة القاهرة وكم كنت أسهب عند مراسلتي لأحد الأقارب أوالأصدقاء.. وبدأت بكتابة أول سطرين صغيرين على صفحة الفيس بوك وكم أعجب بها الأهل والأصدقاء حيث كانت صفحتي مغلقة عليهم.. ورويدا رويدا دخلت جروبات كتابة وشعر ونشرت أول قصة لي.
( رسالة)
وإعلم ياصديقي أن رسالتي هذه ستكون الأخيرة لك.. فكم كتبت إليك بما تلج به نفسي وبما يبوح به قلمي ولكنك دوما لاتبدي أي إهتمام لما أكتبه لك.. سأرسل رسائلي مع نسمات الهواء إلى عنان السماء أخاطب النجوم وأخطب ودهم وأبث شكواي كي يصطفوا حولي وأأخذ رأيهم هل أكمل طريقي وأسير مع التيار وأمسك بموهبتي بتلك يدي ولا أتركها تفلت مني أم أسير عكس التيار وأوافق أهواء البشر الذين دوما يقتلوا همساتي ويمسكوا بقلمي كي يكسروه ويفرغوا مداده... هذه الرسالة لك لا أنتظر منك رد ولكن لأعلمك أني مع فكري هارب منك ومن جمودك وسابح مع قلمي بكل المسابح.
0 تعليقات