Crossing from the absurd to the absurd

 

العبور من اللا معقول إلي اللا معقول


Crossing from the absurd to the absurd 


Übergang vom Absurden zum Absurden  



 


بقلم : محمد جابر  🇪🇬


في عالم يفيض بالمعلومات والتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ويعلو فيه صوت التقدم والانجازات. يختبئ الإنسان خلف أقنعة الأمل والتفاؤل  محاولا أن يجد كيف سيواجه ما عجز علي أحتوائه . وهنا  ما الذي يحدث حين يتقاطع الوعي مع الألم .المضي نحو التقدم والخوف من التطوير الذاتي  فتغدو الحياة هدية لا ترد هل نحن نعيش الحقيقة أم وهما مبهرا يرتدي ثيابا ممزقة أسئلة كهذه لا تطرح عبثا بل هي انعكاس لحالة وعي حاد تنتجها معاناة مستمرة وملاحظة متأملة للعالم كما هو لا كما يراد له أن يكون ومن نحن وما يجب علينا أن نكون لا ما يجب عليه أن يرانا الاخر 


الزمن عد تنازلي بلا رجعة 

كل نفس يخرج لن يعود  كل نبضة قلب ليست سوى تحذير لجسد يبلى وعمر يفني  ووعي لا يجلب الطمأنينة بل القلق لأنك تعرف ان الشيخوخة ليست خللا بل برنامجا أعد لك  مسبقا للحياة


فهي في حقيقتها ليست سوى سمفونية تعزفها آلة عقيمة في صمت والمستمع الوحيد هو الكائن البشري المتألم الواعي.


نطارد أحلاما نعلم في قرارة أنفسنا أنها لن تتحقق نحلم بالغد نحتمي بالأمل لأنه مسكن للجراح ونزين الفشل ونلجيء له الأسباب   ونتناسي الألم لتواصل الحياه . بين مفارقه محتمه لا سبيل لنا بها ومفارق اكرهنا عليها


تلك هي الأسطورة أو الحياة كما تشاء فكل حضارة بلغت عظمتها سقطت والأمثلة كثيرة . بل أين هي الآن؟ 


تتكرر الدورة ذاتها نشوء صعود ثم فناء لا أحد ينجو لا جيل يختلف كما يدعون 


 نحن نشارك طوعا في مراسيم جنازة مزكرشة لعالم يحتضر يعلن الرحيل و يزعم التطور ولا يستطيع أنقاذ  محيطاته من البلاستيك ويهدده تغير مناخ من فعله  ويتأهب دوما في من يمتلك أسلحة الدمار الشامل في هذه الدائرة المغلقة


 وكل نبضة قلب خطوة نحو النسيان المفتعل وآخري نحو النهاية المحتمة


وهنا يصبح الوعي عبء لا يحتمل لمن يعي مدركا ان المعاناة والفقد والضياع ليست أعراضا بل سمات أساسية للحياة الواعية  


الجسد قد يتحمل لكن الوعي وحده يدرك حجم العبث لا طمأنينة دائمة لا معنى ثابت فقط قلق يتجدد وابتسامة مجاملة زائفه ومقاومة صامتة

ونظرة أسي تحمل معاناة الأمس 


نصنع لأنفسنا قصصا نختبئ فيها نسردها سيناريت بارع  ونزرع الأمل في سطورمن الخيال لكن الشجاعة الحقيقية ليست في الإيمان بالغد بل في مواجهة الانهيار ومواصلة السير ليست في انتظار تصفيق كوني بل في إدراك العبث والاستمرار رغم كل شيء.


نتلقفها فيما بيننا هي كما هي 

أسطورة أو حياة  فليس المطلوب هو الأمل بل الحقيقة


 حقيقة أن النهاية قادمة لا محالة وأن لا أحد ينجو و حقيقة أن السرديات الكبرى تنهار وأن الشجاعة تكمن في أن تعرف كل هذا ومع ذلك تبتسم أن تدرك وتقاوم وتظل تمضي 


الحياة ليست نعمة ولا لعنة بل تجربة واعية مشبعة بالتناقضات والعبور من 

اللا معقول إلى اللامعقولا.


هذا  لا يتطلب بطولة بل وعيا شجاعا يتدبر  عبثية كل شيء في صمت

Daily graph Arabia 



إرسال تعليق

0 تعليقات