حافلة الحياة بقلم عثمان زكريا السودان 🇰🇼

 

حافلة الحياة 




لا تؤذيني نُدَبُ الأشياء

بل صمتها حين أغفو في جوفها 

مثل نملة تنسى الطريق

لم تكن العزلة خطأ

كانت مقعداً إضافياً في حافلة الحياة

يخص من لا يلوح لشيء

أنا لا أهرب من الفناء

لكني أعتاد أن أطوي روحي

كقميص قديم

يحسن البكاء في الأدراج

لم أكن شاعراً كنت فقط أرتب نفسي

كفوضى تتنفس دون إذن

أمنح الغياب أسماء كي لا أضيع فيه

وأنفخ في الجرح حتى يسمعني الله

كلما تشققت الأرض تحسست صدري

وأخبرت الهواء أن يعود خفيفاً

لا يحمل موتى

لم أطلب من النهار تفسيراً

كان يكفيني أن أراه يتثاءب

من نافذتي

مثل كائن تعب من الضوء

حين أمشي أسمع صدى أقدامي

وهو يتذكر كل المرّات التي نسيت فيها

أن أكون حاضراً

ثمّة ظل يتبعني لا ليحميني

بل ليتأكد من أنني ما زلت

أغض الطرف عن المعنى

أضع رأسي في حضن المسافة

وأعد شتات وجهي

كما لو أني أستعد لنكبة صغيرة

تكفيني وحدي.


الكاتب الباحث
عثمان زكريا محمد 


السودان

🇰🇼


Daily graph Arabia 

إرسال تعليق

0 تعليقات