ديك الحيّ بقلم أشرف ماهر ضلع 🇪🇬

 

ديك الحيّ



بقلم أشرف ماهر ضلع 🇪🇬

في أحد الأحياء، كان هناك ديك صغير لا يكفّ عن الصياح، وكان يظنّ أن الشمس لا تشرق إلا بأمره...

فكلما صاح في الصباح، ووجد الشمس قد أشرقت، ظن أن له سلطة على الكون.


وذات يوم، قرر أن يجرب الصمت، وقال في نفسه: "لن أصيح هذا الفجر، لأُريَ الجميع أن الشمس ستتأخر من دوني!"

فجلس يراقب... فطلعت الشمس كعادتها دون أن تبالي بوجوده.


فأصابه الذهول، لكنه عاد وقال: "ربما صدفة!"

وفي اليوم التالي لم يصحُ من نومه إلا عند الظهيرة، فوجد الشمس في كبد السماء!


فغضب وقال: "لا بد أن هناك ديكًا غيري يسرق مجدي!"

فراح يصيح في كل الزوايا، ويتوعد الديوك، ويهددهم، حتى طرده أهل الحي من شدّة صراخه.


وفي آخر حياته، وقف على سور مهدّم، وقال:

"كم كنت مغرورًا... فالشمس لا تنتظر نهيقي، وأنا مجرد ديك في حارة، ولست سيد الفجر!"


العبرة:

قد يظن بعض الحمقى أن أصواتهم تحرّك العالم، لكن الحقيقة أن العالم لا يتوقف على نعيقهم، وأن الصراخ لا يصنع عظمة، بل يكشف الغرور.

إرسال تعليق

0 تعليقات